الذكاءات المتعدده : الجزء الأول
وقد شاءت حكمة الله أن يخلق الناس متنوعين وأن يخلق في داخل كل نفس قدرات متنوعه ، وهذا يعطي الحياه ثراءاً ونمواً وتطوراً وتفاعلاً وتكاملا ً .
يقول تعالى : " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك
ولذلك خلقهم " .
ومن هنا ظهر مفهوم الذكاءات المتعدده ليعيد رؤيتنا الشامله لأنفسنا ولأبنائنا ، ولكي نرى بوضوح مواطن قوتنا وضعفنا ، وهذا المفهوم يصحح ما كان سائداً على المستوى العام وأيضاً على المستوى العلمي ، فقد دأبت معظم إختبارات الذكاء المعروفه على قياس قدرات محدده وتهدر في نفس الوقت مساحات هائله من القدرات البشريه لذلك كانت تعطينا فكرة جزئيه عن ذكاء المفحوصين ، وهذا المفهوم أيضاً يؤكد فكرة أن الله لم يحرم أحد من ميزه أو ميزات ، وأن كل إنسان منا جاء للحياه وفي داخله كنز لو إستطاع إكتشافه والإستفاده منه فإنه يترك بصمه قويه في هذه الحياة ويساهم في عمارتها .
و الآن نحاول أن نستعرض أنواع الذكاءات ومواصفاتها :
1. الذكاء اللغوي : يشمل عالم الكلمات : - الحديث ، الكتابه ، القراءه ، حتى الإستماع .
2. الذكاء المنطقي : يشمل عالم المنطق والتفكير الواعي واوجه معينه لحل المشاكل .
3. الذكاء الإبداعي : يشمل عالم الأصاله ، الإبتكار ، البصيره ، إبتكار أفكار جديده .
4. الذكاء البدني : يشمل عالم الجسم ، التنسيق ، البراعه ، إكتساب المهارات البدنيه .
5. الذكاء العاطفي : يشمل عالم المشاعر ، مشاعر الشخص ومشاعر الأخرين يشمل علاقة الشخص بذاته وبالأخرين .
6. الذكاء البصري : يشمل عالم المشهد والرؤيه .
1. الذكاء اللفظي \ اللغوي : وصاحب هذا الذكاء نجد لديه القدره المتميزه على القراءه وإستخدام الكلمات ببراعه لتعبر عما يريد ه ، وهذا يعطيه قدره على الحديث المشوق وعلى المحاوره الذكيه وعلى الدعابه والطرفه التي تأتي في موعدها ومحلها ، وربما نراه كاتباً مميزا ً أو شاعراً موهوباً أو صحفياً أو خطيبأً مفوهاً يأسر عقول وقلوب سامعيه .
*المهن التي يشغلها : صحفي ، كاتب مسرحي ، مندوب مبيعات ، مدير تسويق ،
طبيب إضطرابات ذهنيه ، طبيب نفسي ، مستشار ، محامي ، سياسي ، مذيع تلفزيون ، مترجم ، دبلوماسي .
2. الذكاء المنطقي \ الحسابي :
هذا الشخص يكون لديه قدره مميزه على التعامل مع الأرقام والرموز وعلى حل
المشكلات الحسابيه والرياضيه ، وعلى فهم العلاقات بين الأرقام والرموز ، ولديه قدره واضحه على تصميم المنحنيات والأشكال البيانيه وعلى التفكير الإستنباطي وحل المشكلات الرقميه والمعادلات ، وربما نراه عالماً رياضياً أو فيزيائياً ، أو خبيراً إقتصادياً .
المهن التي يشغلها :
علم أحياء ، فيزياء ، كيمياء ، فلك ، باحثا ، مصمم كمبيوتر ، عالم رياضيات ، عالم إحصاء ،
محاسب ، مدير تسويق مالي ، صراف ، سكرتير .
3. الذكاء الإجتماعي ( البين شخصي ) :
يتمتع صاحب هذا الذكاء بالقدره على فهم الأخرين وتفهم دوافعهم وإحتياجاتهم ، والقدره على التواصل والتعامل مع الناس بفاعليه ، والقدره على التعاون والعمل الجماعي ، ولديه مهارات قياديه ويستطيع أن يعبر للأخرين عن أرائه ويستقبل ويتفهم أراءهم ، وهو بالنهايه في حاله إنسجام وتناغم وتعاون مع غيره من الناس ، وهذا الذكاء نجده بالمهتمين بالعمل الإجتماعي والسياسي والعلاقات العامه والمصلحين والزعماء .
4. الذكاء البصري الفراغي :
هنا نجد تميزا ً بالتخيل والرسم والتصميم وإستخدام الألوان والظلال ، والتقليد والمحاكاه والتصوير ، والتخيل الفراغي ، وتقدير الأشكال والأحجام ، وهذا الذكاء نجده في الرسامين والنحاتين والفنانين بشكل عام ومهندسي التصميمات .
5. الذكاء التأملي ( الداخل شخصي ) : ( ويسمى بالذكاء الإبداعي )
هذا الشخص يمارس التأمل الداخلي بكفاءه ويقوم بعمليات الإستبطان فيقرأ مشاعره وإنفعالاته ، ولديه القدره على التركيز والتفكير المنطقي العميق والمركب والمتعدد المستويات ، ولديه قدره هائله على التخيل ومعالجة الأفكار والمشاعر والإستريتجيات ، ودائماً نجد رأسه مليئه بالأفكار رغم صمته وعزلته ،فهو السبب وراء كل فكره جديده تطرأ بذهنك ،الوصول للإجتماع بالموعد المحدد ، وهذا النوع من الذكاء نجده لدا الفلاسفه والمفكرين والمخططين وعلماء النفس . المهن التي شغلها : مخترع ، مصور ، مهندس تخطيط مدني ، مصمم أزياء ، مهندس معماري ، تسويق .
6. الذكاء الجسدي \ الحركي :
هنا نجد تميزاً بإستخدام لغة الجسد والحركه ، أي أن الشخص في هذه الحاله يمتلك موهبه خاصه بالتعبير الجسدي ( حركة العينين وعضلات الوجه واليدين وسائر الجسد ) ولذلك يمكن أن يمارس التمثيل بأنواعه حيث لديه القدره على لعب الأدوار المختلفه والتعبير بالإيماءات والإشارات والتعبير الدرامي عموماً ، وبعضهم لديه القدره على الرقص الإبداعي التعبيري ، والبعض الأخر نجده مميزاً بالتمثيل الصامت ( البانتوميم ) ، ويمتلك أيضاً هذا النوع من الذكاء أصحاب المواهب الرياضيه كلاعبي الكره والجمباز والرياضات المختلفه .
المهن التي يشغلها : أخصائي رياضه ، لاعب كره ، عالم أثار ، طبيب بيطري ، قائد طائره ، عالم بعلم الإنسان .
7.الذكاء الموسيقي \ الصوتي :
صاحب هذا الذكاء لديه قدرات خاصة في سماع الأصوات والتمييز بينها بدقة فائقة ، ولديه
قدرة على الإبداع الموسيقي والغنائي ، والعمل في المجالات التي تتعلق بالصوتيات عموماً
8. الذكاء الحدسي ( الحاسة السادسة ) :
هناك بعض الأشخاص لديهم قدرة خاصة على التوقع أو التنبؤ بشكل لا يمكن تفسيره
إخضاعه للمنطق ، وكأن بداخلهم بصيرة خاصة أو شفافية معينة تجعلهم قادرين على قراءة
الأحداث بشكل أكثر وضوحاً من بقية الناس ، وصاحب هذا الذكاء هو نفسه لا يعرف كيف يتم
هذا. ويتعلق بذلك أيضاً بعض الظواهر النادرة مثل التخاطر عن بعد أو الإحساس بأشياء
خارج نطاق الحواس ... وهذه موضوعات حولها نقاش وجدل كثير ، ومع هذا فهي موجودة على الندرة .
9. الذكاء الوجداني: ( العاطفي )
وهو مفهوم جديد للذكاء وصفه دانييل جولمان وأصبح صيحة جديدة حيث اتضح أنه يكمن وراء نجاح كثير من المشاهير والعظماء في التاريخ ، وصاحب هذا الذكاء يتميز بوعي عميق بذاته والقدرة على قراءتها والتعبير عنها ، إضافة إلى مشاعر حية وجياشة وإيجابية ، مع دافعية عالية للعمل والإنجاز والتفوق ، إضافة إلى قدرة ممتازة على تفهم مشاعر واحتياجات الآخرين والتعاطف معهم ، وأخيراً نجد هذا الشخص يتمتع بقدر عالٍ من المهارات الاجتماعية تتيح له فرصة متميزة من التوافق مع الناس ومع الحياة وتفتح أمامه الطرق للنجاح والتفوق . وأصحاب الذكاء الوجداني يتمتعون بكاريزما خاصة تجعلهم محبوبين من الناس ، وربما تبوءوا مكانة الزعماء والنجوم والمشاهير . ومما يدعم هؤلاء الأشخاص ذوي الذكاء الوجداني المرتفع قدرتهم الهائلة على تحمل الإحباطات ، وتفاؤلهم الواضح والمميز حتى في أصعب الظروف ، وهذا يعطيهم قدرة على اجتياز الصعاب والعقبات والوصول إلى تحقيق أهدافهم ، فهم لا يحبطون ولا ييأسون ولا يتوقفون عن الحلم والعمل والرقي.
المهن التي يشغلها : معلم ، مستشار ، رجل سياسي ، ماحمي ، مفاوض ، وسيط ، مدير ، عالم نفس ، مستشار قانوني ، مصلح إجتماعي ، مدير تسويق ، مندوب مبيعات ، قائد فريق .
الذكاء العملي ( الميكانيكي أو اليدوى ) :.10
نجد هذا الشخص متميزاً في التعامل مع الأجهزة والآلات والمعدات ، ويمكن أن نكتشف هذا النوع مبكراً في مرحلة الطفولة حيث نجد الطفل قليل الكلام ولكنه مهتم بفك وتركيب الأجهزة المنزلية والأدوات الكهربية كالراديو والمسجل والتلفزيون وإذا أحضر له أبواه لعبة فإنه سرعان ما يقوم بتفكيكها ومحاولة إعادة تركيبها . وهو يفضل التعامل مع الأشياء على التعامل مع الناس .
11. الذكاء الروحي : ربما تكون قد قابلت في حياتك أشخاصاً ترى في وجوههم صفاءاً وروحانية من نوع خاص وتشعر بالارتياح للنظر إليهم والقرب منهم لأن القرب منهم يجعلك تشعر بأن الدنيا ما زالت بخير وأنهم يحلقون بك في عالم الصفاء والنقاء والسلام . إذا قابلنا في حياتنا شخصاً من هؤلاء فإننا لا ننساه أبداً لأنه يترك في نفوسنا حالة من الطمأنينة والارتياح والسلام . وهذا النوع من الذكاء ينتشر بشكل خاص في القادة والزعماء الروحيين والدينيين والمتصوفين ، ويكون له تأثير هائل في الأتباع ، وهذا التأثير ليس بسبب بلاغة في الحديث أو قدرة على الحوار والإقناع ، وإنما هو بسبب ما يشع من وجه هذا الشخص من نور وما يصل إلينا منه من معاني السمو والطمأنينه والصدق والسماح والرحمة والحب .
إذن وبعد استعراضنا لكل هذه الأنواع من الذكاءات ربما نشعر إلى أي مدى كنا نختزل أنفسنا ونختزل أبناءنا حين لا نرى إلا جزءاً صغيراً منا ومنهم ، وربما يستدعي هذا مراجعات كثيرة في نظمنا التربوية والتعليمية تضع كل هذه الأنواع من الذكاء في الاعتبار ، وإذا نجحنا في ذلك فإن باستطاعتنا تفجير طاقات هائلة من الإبداع والتميز فينا وفي أبنائنا وكأننا وقعنا على الكنز الذي أودعه الله فينا وكنا من قبل لا نراه ، ولوجدنا في أنفسنا وفي كل إنسان نتولى رعايته أو تربيته موطن أو مواطن عظمة تعمر به الحياة .
لو ألقيت نظره على هذه الأنواع ستجد أن أسس العيش هي : التواصل ، الرؤيه ،
منطق إلهام الجسد ، علاقاتنا ومشاعرنا .
•إستغل أي نوع من الذكاء الذي تمتلكه أفضل إستغلال .
•ثلاث عشر فائده أكيدة لتنمية أنواع الذكاء الست :
1.يتعلمون كيف يكتبون مذكرات وتقارير فعاله تجذب الانتباه .
2.يعبرون عن أنفسهم بثقه وبعزة نفس بأي وقت .
3.لا يملون من إقناع الآخرين بوجهات نظرهم .
4.ينطقون بسرعه بالعمل الورقي والقراءه ، وذلك باستيعاب التقارير والمذكرات الطويله .
5.يصبحون أشخاص عبقريين لما يتحلون به من ذاكره قويه يمكن أن تحتفظ بذهنه بالأرقام
والحقائق والبيانات الهامه .
6.يرون الفرص والإجابات الحاسمه التي عادتا ما تفوت على الأخريين .
7.يجدون حلا لكل مشكله مهنيه ، شخصيه ، عائليه ، حتى تلك المشاكل التي يعتبرها
الآخرون غير قابله للحل .
8.يظلون بمقدمة المتنافسين مقللين من العقبات لأدنى حد ، ومستغلين الفرص أحسن
إستغلال بالنظر للأحداث نظره مستقبليه .
9.يحكمون على الأفكار بأنها طائشه .
10.يتعلمون وظائف جديده ومهام بدنيه بسهوله مذهله .
11.ينجزون الكثير بالقليل ، فيحققون أفضل النتائج بأقل جهد ممكن .
12.يفهمون ما يفكرو وما يشعر به الآخرون ، دون أن يخبرهم أحد .
13.يخوضون غمار المشاكل الشخصيه والمهنيه بواسطة جهاز الاستشعار لديهم .
بعد أن إستعرضنا أنواع الذكاءات والتي من خلالها نستطيع أن نحدد الإنجازات التي نقوم بها خلال اليوم وبهذه الطريقه بدئنا نتعرف على الذات وقدراته الخفيه .
نحتاج الأن أن نوجّه هذه القدرات لمصلحة الذات
لكي تستفيد من هذه المقاله ........ تحتاج ان تحضر مجموعة اوراق مختلفة الألوان وتسجل كل
نوع من الذكاء على لون ورقه وتراقب نفسك تصرفاتك تكون تحت أي نوع من الذكاء ............ وعندها سوف تجد ماهو الذكاء الذي تتمتع به ........هل هو إبداعي .... جسدي .... صوتي ...... تحليلي ..................وأرجو أن تخبروني باالنتائج ................وسوف نناقشه بالجزء الثاني من الذكاءات المتعدده