رسالة إلى مجهول
كلمات أخطها لك وحدك... أرسلها لملاك واحد على سطح الأرض
أخطها هنا... ولن يفهمها أحد غيرك
لا أدري أين أنت الآن
لكن قلبي يجول معك بين أحضان الطبيعة
أحضان الطبيعة حيث التقينا... وحيث توادعنا
ليعصف بي فرقاك عصفا
ويعيدني لوكر العاصفة من جديد
أذكر ذلك اليوم ... حين مددت كلتا يديك لتنتشلني من عاصفة الزمن
نظرت لك بحيرة واستغراب
وانت تنفض عني غبار الألم والجرح والغدر
حاولت شفاهي أن تشق لك بابتسامة تعبر عن شكري وامتناني
أذكرها
كانت ابتسامة باهتة
شرب عليها الدهر وأكل
إلا أنك رسمت علي ما أنساني أياه زماني
حملتني .. وكدت ابكي والدموع تحرق عيني
تذكرت كم من الدهر حملت زمني وقدري المتعب ع ظهري
كم من الزمن تعصف بي رياح الألم يمنة ويسرا
واليوم أنت تحملني
ما زلت أنظر باندهاش وتعجب لهذا الملاك القادم من بعيد
لست من زمني... فزمني لا يخلف الأوغاد القساة
من أي زمن أنت؟
هل أنت حلم جميل أصحو بعده على كابوس الواقع؟
أخذتني يومها لمكان جميل لم أرى له مثيل
لا نراه إلا في الخيال
حتى الكلمات المعهود عليها تعجز عن وصفه
ضمدت جراحي وسكنت ألمي
مازلت أراك مدهوشة... والخوف يتملكني
إن كنت حلما فلا أريد أن اصحو!!
ويا لسخرية القدر... حكم القدر يقلبني على فراشي الوثير
آلامه تهزني لتعيدني لعالم الواقع الشرير
ها هو الزمن من جديد بقسوته ومرارته
يسقطني من بين ذراعيك الحنونة ويلقي بي أرضا
لأعود من حيث أتيت
أسمع آهاتي وأناتي وأعيش معاناتي
مرة أخرى وحيدة حائرة
أيها الطائر
هاجرت وبداخلي آهاتي وعيوبي وسأكبر لتنمو أجنحتي من جديد
وأتابع الطيران من خلفك